الندم وما بعد الندم

الندم .. وما بعد الندم ..

عندما تسير في طريقك كيفما اتفق .. تنظر دون أن تبصر .. تتصرف قبل أن تفكر .. تخطئ في حق خالقك .. يصدأ قلبك .. تغطي الغشاوة عينيك .. تجد وتجتهد للحصول على ملذات ومتع شخصية ..تصحو بعدها لتعض اصابع الندم لترى لحظات عمرك ضاعت بل أيام وشهور وسنوات ..

عندما تخطئ في حق انسان غمرك بحبه ووفائه واخلاصه .. تخطئ بكلمة .. كلمة تفسد كل الود وتقتل الأخوة والمحبة فتصبح كأن لم تكن .. فتنقلب الصداقة عداوة .. تتمنى لو تستطيع سحب الكلمة التي قلتها وتتراجع .. لكن هيهات فلا رجوع .. زلة اللسان تترك جرحا غائراً وقد تصيب في مقتل .. فما أصعبها من لحظات ندم ..عندما تثابر في الوصول إلى هدفك .. تقضي سنين عمرك تصارع العقبات وتحطم ما يحول بينك وبين هدفك .. تمضي بثبات واصرار .. لتكتشف في النهاية أنك اخترت الهدف الخطأ .. وتكتشف أن كل ما بنيته هو قصور رملية .. فهل بعد هذا من ندم ..ثم يراودك شعور الندم صباح مساء .. لا تفتأ تذكره وتتذكره بمناسبة وبدون مناسبة ..

ثم ماذا
ماذا بعد الندم ..
الندم ليس سيئاً .. فمعناه أنك انسان .. وأنك تشعر .. حي الضمير .. تخطئ ثم تتعلم ..
الندم معناه أنك اكتشفت خطأك .. اكتشفته متأخرا .. وليس معنى ذلك أنه فات الأوان ..
فما دمت حيا ينبض قلبك بالحياة .. فمعنى ذلك أن هناك فرصة ..انهض الآن وابتهل إلى الرحيم الغفور .. اطلب منه الصفح عما بدر منك .. واعلم أن الله أراد بك خيرا بندمك .. ثم ابدأ رحلة اصلاح قلبك .. واحمد ربك على نعمة الندم ..اذهب إلى من أخطأت بحقهم من البشر .. وأصلح ما انكسر .. حاول مرات ومرات بالأقوال والأفعال والدعوات .. فسنصلح الحال يوما وتصفو النفوس .. فهناك قلوب تبرأ جروحها بعد سنين .. ثم يعود الود كما كان .. وهذا أفضل من أن لا تداوي الجروح مطلقاً .. وأفضل من أن تندم بعد فوات الأوان ..

الآن تبقى قصورك الرملية التي تهدمت .. فهل يجدي معها الندم ..
هل يكفي أن تنظر إلى حطامها وتتمنى أنك لم تبدأ في بنائها ..
انظر إلى موضع قدميك الآن هل تريد الرجوع إلى الخلف أكثر أم تفضل أن تسير إلى الأمام ..هل فكرت ماذا ستجني لو أنك بقيت تنظر وتتأمل وتذرف دموع الخيبة والندم ..
استمر بالبكاء بضع سنوات أخرى .. ماذا ستجني
ماذا لو أنك نهضت من سقوطك ووقفت على قدميك من حيث سقطت وبحثت عن هدفك مرة أخرى .. وستختار هدفك بشكل أفضل هذه المرة.. استمر بذلك .. ماذا ستجني ؟؟
اقرأ سير العظماء وسترى أن الندم والفشل كان ملازما لهم في حياتهم ..ولكن الفرق الذي صنع الفرق هو كيف تعاملوا مع الندم ..

تحياتي بنت النور

موضوع بقمة الابداع Very Happy

يسلموو

يسلموووووووووووو كابتن على المرور الحلو